اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[إن الإنسان خلق في محل الحاجة]
يدعى صاحبها عبد الرفيق وهو أخو الصاحب في الدلالة ولما خبر صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم عند الموت ما قال ولا سمع منه إلا الرفيق الأعلى فإنه تعالى كان مرافقه في الدنيا وعلم منه تعالى أنه يريد بطلوع الفجر الرجوع إلى عرشه من السماء الدنيا التي نزل إليها في ليل نشأته الطبيعية فلم يرد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم مفارقة رفيقه فانتقل لانتقاله ورحل لرحلته ولذلك قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم الرفيق ولم يقل غير ذلك لأن الإنسان خلق في محل الحاجة والعجز فهو يطلب من يرتفق به فلما وجد الحق نعم الرفيق وعلم إن الارتفاق به على الحقيقة هو الارتفاق الموجود في العالم وإن أضيف إلى غيره فلجهل الذي أضافه فطلب الرفيق الذي بيده جميع الإرفاق فلم يطلب أثرا بعد عين وهكذا حال كل من أحب لقاء الله إذا لم تكن له درجة مشاهدة الرفيق وهو في قوله تعالى وهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ فهو رفيقنا تعالى في كل وجهة نكون فيها غير إنا حجبنا فسمي انفصالنا عن هذا الوجود الحسي بالموت لقاء الله وما هو لقاء وإنما هو شهود الرفيق الذي أخذ الله بأبصارنا عنه فقال من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه