اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[تقدم الرحمة على العلم]
يدعى صاحبها عبد الواسع قالت الملائكة رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وعِلْماً فقدمت الرحمة على العلم لأنه أحب أن يعرف والمحب يطلب الرحمة به فكان مقام المحب الإلهي أول مرحوم فخلق الخلق وهو نفس الرحمن وقال ورَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فعم بكل كل مرحوم وما ثم إلا مرحوم ومن كان علمه بالشيء ذوقا وكان حاله فإنه يعلم ما فيه وما يقتضيه من الحكم وقد قال الترجمان صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إن المؤمن لا يكمل حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه
وقد علمنا إن له الكمال وأنه المؤمن وأن العالم على صورته فقد ثبتت الأخوة بالصورة والايمان لأنه ما ثم إلا قائل به مؤمن مصدق بوجوده فإنه ما من شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وما من شيء إلا وسعته رحمته كما وسعه تسبيحه وحمده فهو الواسع لكل شيء ولهذا الاتساع هو لا يكرر شيئا في الوجود فإن الممكنات لا نهاية لها فأمثال توجد دنيا وآخرة على الدوام وأحوال تظهر وقد وَسِعَ كُرْسِيُّهُ وهو علمه السَّماواتِ والْأَرْضَ ووسعت رحمته علمه والسموات والأرض وما ثم الا سماء وأرض فإنه ما ثم إلا أعلى وأسفل سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى فلا أعلى بعده ولو دل