اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[إن للعبد عينان]
واعلم أن هذه الحضرة أعطت أن يكون للعبد عينان وللحق أعين فقيل في المخلوق أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وقال تعالى عن نفسه تَجْرِي بِأَعْيُنِنا فمن عينيه كان ذا بصر وبصيرة ومن أعينه كانت أعين الخلق عينه فهم لا يبصرون إلا به وإن لم يعلموا ذلك والعالمون الذين يعلمون ذلك يعطيهم الأدب أن يغضوا أبصارهم فيتصفوا بالنقص فإن الغض نقص من الإدراك وقوله أَ لَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ الله يَرى إرسال مطلق في الرؤية لا غض فيه فإن لم يغضوا مع علمهم فيعلم عند ذلك أنهم مع شهود المقدور الذي لا بد من كونه فهم يرونه كما يراه الله من حيث وقوعه لا من حيث الحكم عليه بأنه كذا هكذا يراه العلماء بالله فيأتون به على بصيرة وبينة في وقته وعلى صورته ويرتفع عنهم الحكم فيه فإنه من الشهود الأخروي الذي فوق الميزان ولذلك لا يقدح فيهم لأنه خارج عن الوزن في هذا الموطن وهو قوله في حق رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم عَفَا الله عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ولِيَغْفِرَ لَكَ الله ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ فهو سؤال عن العلة لا سؤال توبيخ لأن العفو تقدمه وقوله حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ إنما هو استفهام مثل قوله أَ