اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[إن الوجود قد انقسم في ذاته إلى ما له أول وإلى ما لا أول له]
فاعلم إن الوجود قد انقسم في ذاته إلى ما له أول وهو الحادث وإلى ما لا أول له وهو القديم فالقديم منه هو الذي له التقدم ومن له التقدم له الرفعة والحدوث له التأخر ومن تأخر فله الانخفاض عن الرفعة التي يستحقها القديم لتقدمه فإن المتقدم له التصرف في الحضرات كلها لأنه لا منازع له يقابله ولا يزاحمه ويرى المراتب فيأخذ الرفيع منها والحادث ليس له ذلك التصرف في المراتب فإنه يرى القديم قد تقدمه في الوجود وتصرف وحاز مقام الرفعة وما نزل عنه فهو خفض فلم يكن له تصرف إلا في حضرة الخفض فإذا أراد الحق أن يتصرف فيها تصرف المحدث ينزل إليها فإذا نزل إليها حكم عليه بأحكامها فإذا ارتفع عنها بعد هذا النزول هو المسمى بهذا الارتفاع الخاص متكبرا فقوله الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ بالرفعة الأولى المتكبر بالرفعة بعد النزول فحضرة الخفض سلطانها في المحدث كان المحدث ما كان وإنما قلنا كان المحدث ما كان من أجل صور التجلي فإنها محدثة ومن أجل إتيان الذكر الذي هو القرآن كلام الله فإنه محدث الإتيان قال تعالى ما يَأْتِيهِمْ من ذِكْرٍ من رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ وليس إلا القرآن وقد حدث عندهم بإتيانه فلذلك قلنا كان الحادث ما كان فمن هذه