اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الوهب العطاء من الواهب على جهة الإنعام]
يدعى صاحب هذه الحضرة عبد الوهاب والوهب العطاء من الواهب على جهة الإنعام لا يخطر له خاطر الجزاء عليه من شكر ولا غيره فإن اقترن به طلب شكر جزاء فليس بوهب وإنما هو عطاء تجارة يطلب به الربح والخسران فإن العطاء الإلهي على أنواع متعددة سيأتي ذكرها في هذا الباب إن شاء الله فمن هذه الحضرة يتجرد العبد عن جميع أغراضه كلها في إحسانه بهباته البدنية والمالية ومعنى البدنية أن يصرف بدنه بسفر أو أي نوع كان من أنواع الحركات البدنية في حق من كان من عباد الله من إنسان أو حيوان لا يبتغي بذلك أجرا ولا يطلب عليه شكرا إلا لمجرد الإنعام على هذا الذي يتحرك من أجله مما له فيه منفعة أو دفع مضرة وكون الله عز وجل يأجره على ذلك ذلك إلى الله تعالى لا إليه بل يفعل ذلك لمجرد قيام هذه الصفة به وحكم هذا الاسم الإلهي عليه فإذا تحرك في العبادات التي لا حظ للخلق فيها كالصلاة والصيام والحج وأمثال ذلك بل كل عبادة مشروعة وهو مستمد من هذه الحضرة فينوي في عبادته تلك ما كان منها لا حظ للمخلوق فيها أن ينشئها ويظهر عينها بحركاته أو مسكه عنها إذا كانت العبادة من التروك لا من الأفعال فينشئها صورة حسنة على غاية التمام في خلقها وا