اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أن لله عبادا كانت أحوالهم ذكرا يتقرب به إلى الله]
اعلم أيدنا الله وإياك بما أيدهم به من الروح القدسي أن لله عبادا كانت أحوالهم وأفعالهم ذكرا يتقرب به إلى الله وينتج من العلم بالله ما لا يعلمه إلا من ذاقه فمن حبس نفسه مع هذا الذكر لحق بهم فإنه كل ما أمر الله به نبيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ونهاه عنه هو كان عين أحوالهم وأفعالهم مع كون هذه الطائفة الذي نزل فيهم هذا القرآن من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فما نالوا ما نالوه إلا باتباعه وفهم ما فهموا عنه ومع هذا عاتب الله تعالى نبيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فيهم حتى
كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إذا لقي أحدا منهم أو قعد في مجلس يكونون فيه لا يزال يحبس نفسه معهم ما داموا جلوسا حتى يكونوا هم الذين ينصرفون وحينئذ ينصرف رسول الله ص
وكان صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إذا حضروا لا تعدو عيناه عنهم ويقول إذا جاءوا إليه أو لقيهم مرحبا بمن عاتبني الله فيهم ولما عرفوا بذلك كانوا يخففون الجلوس مع رسول الله ص
والحديث لما علموا من تقييده بهم وصبره نفسه معهم فمن لزم هذا الذكر فإنه ينتج له معرفة وجه الحق في كل شيء فلا يرى شيئا إلا ويرى وجه الحق فيه