اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الرزق مقسوم]
قال الله تعالى في مثل هذه الآية وهو من تمام هذا المنزل ويدخله صاحبه في هجيره ولا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ واخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ وقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ ينبهه بذلك على نفسه في إنذاره ورزق ربك ما أعطاك مما أنت عليه في وقتك وما لم يعطك وهو لك فلا بد من وصوله إليك وما أبطأ به إلا الوقت الزماني الذي هو له وما ليس لك فلا يصل إليك فتتعب نفسك حيث طمعت في غير مطمع وما أعني بقولنا إنه لك إلا ما تناله على الحد الإلهي الذي أباحه لك وإن نلته على غير ذلك الحد فما نلت ما هو لك من جانب الحق إنما نلت ما هو لك من جانب الطبع وليس المراد في الدنيا إلا ما تناله من جانب الحق فالحق للدنيا والطبع للآخرة والطبع له الإباحة والحق له التحجير وإن كانت الآخرة على صورة الدنيا كما إن اليوم المولود عن نكاح أمس لليلته يخرج بصورته في الزمان وقد لا يخرج في الحكم فانظر إلى عطايا ربك فإنها أكثر ما تكون ابتلاء ولا تعرف ذلك إلا بالميزان وذلك أن كل عطاء يصل إليك منه فهو رزق ربك ولكن على الميزان فإن خرج عن الميزان وهو لك طبعا فلا بد لك من أخذه فإياك أن تأخذه في حال غفلة فخذه بحضور على كره في نفسك وج