اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الخير والشر ونسبتهما إلى الله]
ومن أصولهم الأدب مع الله تعالى فلا يسمونه إلا بما سمي به نفسه ولا يضيفون إليه إلا ما أضافه إلى نفسه كما قال تعالى ما أَصابَكَ من حَسَنَةٍ فَمِنَ الله وقال في السيئة وما أَصابَكَ من سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ثم قال قُلْ كُلٌّ من عِنْدِ الله قال ذلك في الأمرين إذا جمعتهما لا تقل من الله فراع اللفظ واعلم أن لجمع الأمر حقيقة تخالف حقيقة كل مفرد إذا انفرد ولم يجتمع مع غيره كسواد المداد بين العفص والزاج ففصل سبحانه بين ما يكون منه وبين ما يكون من عنده يقول تعالى في حق طائفة مخصوصة والله خَيْرٌ وأَبْقى ببنية المفاضلة ولا مناسبة وقال في حق طائفة أخرى معينة صفتها وما عِنْدَ الله خَيْرٌ وأَبْقى فما هو عنده ما هو عين ما هو منه ولا عين هويته فبين الطائفتين ما بين المنزلتين كما قيل لواحد ما تركت لأهلك قال الله ورسوله وقيل للآخر فقال نصف مالي فقال بينكما ما بين كلمتيكما يعني في المنزلة فإذا أخذ العبد من كل ما سواه جعله في الله خير وأبقى وإذا أخذه من وجه من العالم يقتضي الحجاب والبعد والذم جعله فيما عند الله خير وأبقى فميز المراتب ثم إنه سبحانه عرفنا بأهل الأدب ومنزلهم من العلم به فقال عن إبراه