اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أن الاجتهاد ما هو في أن تحدث حكما]
واعلم أن الاجتهاد ما هو في أن تحدث حكما هذا غلط وإنما الاجتهاد المشروع في طلب الدليل من كتاب أو سنة وإجماع وفهم عربي على إثبات حكم في تلك المسألة بذلك الدليل الذي اجتهدت في تحصيله والعلم به في زعمك هذا هو الاجتهاد فإن الله تعالى ورسوله ما ترك شيئا إلا وقد نص عليه ولم يتركه مهملا فإن الله تعالى يقول الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وبعد ثبوت الكمال فلا يقبل الزيادة فإن الزيادة في الدين نقص من الدين وذلك هو الشرع الذي لم يأذن به والله ومن الورث المعنوي ما يفتح عليك به من الفهم في الكتاب وفي حركات العالم كله وأما الورث الإلهي فهو ما يحصل لك في ذاتك من صور التجلي الإلهي عند ما يتجلى لك فيها فإنك لا تراه إلا به فإن الحق بصرك في ذلك الموطن ولا يتكرر عليك صورة تجل فقد انتقل عنها وحصل لك نظيرها في ذاتك وفي ملكك ولذلك تقول في الآخرة عموما للشيء إذا أردته كُنْ فَيَكُونُ وفي الدنيا خصوصا فالحق لك في الدنيا محل تكوينك فإنه يتنوع لتنوعك وفي الآخرة تتنوع لتنوعه فهو في الدنيا يلبس صورتك وأنت في الآخرة تلبس صورته فانظر ما أعجب هذا الأمر وكذلك لك في الميراث الإلهي في مراتب العدد فقد يكون الحق