اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة منزل التضاهى الخيالى وعالم الحقائق والامتزاج
ما هو وفرق بينه وبين الصدق وعلم عند ذلك أن الغيبة ليست بحق وأنها صدق ولهذا يسأل الصادق عن صدقه ولا يسأل ذو الحق إذا قام به فالغيبة والنميمة وأشباههما صدق لا حق إذ الحق ما وجب والصدق ما أخبر به على الوجه الذي هو عليه وقد يجب فيكون حقا وقد لا يجب ويكون صدقا لا حقا فلهذا يسأل الصادق عن صدقه إن كان وجب عليه نجا وإن كان لم يجب عليه بل منع من ذلك هلك فيه فمن علم الفرق بين الحق والصدق تعين عليه أن يتكلم في الاستحقاق وفيه علم ما ينتج من ذل لغير الله على إنزاله منه منزلة ربه جهلا منه به فإن ذل للصفة من غير اعتبار المحل كان له في ذلك الذي حكم آخر وفيه علم ما يحكم على الله وهو خير الحاكمين ومن هنا تعلم أن صفاته لو كانت زائدة على ذاته كما يقوله المتكلم من الأشاعرة لحكم على الذات ما هو زائد عليها ولا هو عينها وهذه مسألة زلت فيها أقدام كثيرين من العلماء وأضلهم فيها قياس الشاهد على الغائب أو طرد الدلالة شاهدا وغائبا وهذا غاية الغلط فإن الحكم على المحكوم عليه بأمر ما من غير أن يعلم ذات المحكوم عليه وحقيقته جهل عظيم من الحاكم عليه بذلك فلا تطرد الدلالة في نسبة أمر إلى شيء من غير أن تعرف حقيقة ذلك