اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
«الفصل السادس» في جهنم وأبوابها ومنازلها ودركاتها
اعلم أن جهنم تحوي على السموات والأرض على ما كانت عليه السماء والأرض إذ كانتا رتقا فرجعت إلى صفتها من الرتق والكواكب كلها فيها طالعة وغاربة على أهل النار بالحرور والزمهرير بالحرور على المقرورين بعد استيفاء المؤاخذة بما أجرموا وبالزمهرير على المحرورين ليجدوا في ذلك نعيما ولذة ما لهم من النعيم إلا ذلك وهو دائم عليهم أبدا وكذلك طعامهم وشرابهم بعد انقضاء مدة المؤاخذة يتناولون من شجرة الزقوم لكل إنسان بحسب ما يبرد عنه ما كان يجده أو يسخنه كالظمآن بحرارة العطش فيجد ماء باردا فيجد له من اللذة لاذهابه لحرارة العطش وكذلك ضده وأبوابها سبعة بحسب أعضاء التكليف الظاهرة لأن باب القلب مطبوع عليه لا يفتح من حين طبع الله عليه عند ما أقر له بالربوبية وعلى نفسه بالعبودية فللنار على الأفئدة اطلاع لا دخول لغلق ذلك الباب فهو كالجنة حفت بالمكاره فما ذكر الله من أبواب النار إلا السبعة التي يدخل منها الناس والجان وأما الباب المغلق الذي لا يدخل عليه أحد هو في السور فباطنه فيه الرحمة بإقراره بوجود الله ربا له وعبودته لربه وظاهره من قبله العذاب وهي النار التي تطلع على الأفئدة وأما منازلها ودركاتها وخوخاتها فعل