اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أن الإنسان ولد على الفطرة وهي العلم بوجود الرب]
وقد قدمنا في كتابنا هذا أن الإنسان ولد على الفطرة وهي العلم بوجود الرب إنه ربنا ونحن عبيد له وأن الإنسان لا يقبض حين يقبض إلا بعد كشف الغطاء فلا يقبض إلا مؤمنا ولا يحشر إلا مؤمنا غير إن الله لما قال فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا فما آمنوا إلا ليندفع عنهم ذلك البأس فما اندفع عنهم وأخذهم الله بذلك البأس وما ذكر أنه لا ينفعهم في الآخرة ويؤيد ذلك قوله فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا حين رأوا البأس كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ في الْحَياةِ الدُّنْيا فهذا معنى قولنا فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ في رفع البأس عنهم في الحياة الدنيا كما نفع قوم يونس فما تعرض إلى الآخرة ومع هذا فإن الله يقيم حدوده على عباده حيث شاء ومتى شاء فثبت انتقال الناس في الدارين في أحوالهم من نعيم إلى نعيم ومن عذاب إلى عذاب ومن عذاب إلى نعيم من غير مدة معلومة لنا فإن الله ما عرفنا إلا إنا استروحنا من قوله في يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ إن هذا القدر مدة إقامة الحدود والله أعلم فإنه لا علم لي بذلك م