اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أن من خزائن الجود أن يعلم الإنسان أنه لا جامع له بين العبودة والربوبية]
واعلم أن من خزائن الجود أن يعلم الإنسان أنه لا جامع له بين العبودة والربوبية بوجه من الوجوه وإنهما أشد الأشياء في التقابل فإن المثلين وإن تقابلا فإنهما يشتركان في صفات النفس والسواد والبياض وإن تقابلا فلم يمكن اجتماعهما والحركة والسكون وإن تقابلا فلم يمكن اجتماعهما فإن الجامع للبياض والسواد اللون والجامع للحركة والسكون الكون والجامع للاكوان والألوان العرضية فكل ضدين وإن تقابلا أو مختلفين من العالم فلا بد من جامع يجتمعان فيه إلا العبد والرب فإن كل واحد لا يجتمع مع الآخر في أمر ما من الأمور جملة واحدة فالعبد من لا يكون فيه من الربوبية وجه والرب من لا يكون فيه من العبودية وجه فلا يجتمع الرب والعبد أبدا وغاية صاحب الوهم أن يجمع بين الرب والعبد في الوجود وذلك ليس بجامع فإني لا أعني بالجامع إطلاق الألفاظ وإنما أعني بالجامع نسبة المعنى إلى كل واحد على حد نسبته إلى الآخر وهذا غير موجود في الوجود المنسوب إلى الرب والوجود المنسوب إلى العبد فإن وجود الرب عينه ووجود العبد حكم يحكم به على العبد ومن حيث عينه قد يكون موجودا