اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[المهدي والمبالغة والاستقصاء في قضاء حوائج الناس]
وأما المبالغة والاستقصاء في قضاء حوائج الناس فإنه متعين على الإمام خصوصا دون جميع الناس فإن الله ما قدمه على خلقه ونصبه إماما لهم إلا ليسعى في مصالحهم هذا والذي ينتجه هذا السعي عظيم وله في قصة موسى عليه السلام لما مشى في حق أهله ليطلب لهم نارا يصطلون بها ويقضون بها الأمر الذي لا ينقضي إلا بها في العادة وما كان عنده عليه السلام خبر بما جاءه فأسفرت له عاقبة ذلك الطلب عن كلام ربه فكلمه الله تعالى في عين حاجته وهي النار في الصورة ولم يخطر له عليه السلام ذلك الأمر بخاطر وأي شيء أعظم من هذا وما حصل له إلا في وقت السعي في حق عياله ليعلمه بما في قضاء حوائج العائلة من الفضل فيزيد حرصا في سعيه في حقهم فكان ذلك تنبيها من الحق تعالى على قدر ذلك عند الله تعالى وعلى قدرهم لأنهم عبيده على كل حال وقد وكل هذا على القيام بهم كما قال تعالى الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ فانتج له الفرار من الأعداء الطالبين قتله الحكم والرسالة كما أخبر الله تعالى من قوله عليه السلام فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وجَعَلَنِي من الْمُرْسَلِينَ وأعطاه السعي على العيال وقضاء حاجات