اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[إن العلم بالله طريقان]
واعلم أن العلم بالله له طريقان طريق يستقل العقل بإدراكه قبل ثبوت الشرع وهو يتعلق بأحديته في الوهته وأنه لا شريك له وما يجب أن يكون عليه إلا له الواجب الوجود وليس له تعرض إلى العلم بذاته تعالى ومن تعرض بعقله إلى معرفة ذات الله فقد تعرض لأمر يعجز عنه ويسيء الأدب فيه وعرض نفسه لخطر عظيم وهذا الطريق هو الذي قال فيه الخليل إبراهيم عليه السلام لقومه أُفٍّ لَكُمْ ولِما تَعْبُدُونَ من دُونِ الله أَ فَلا تَعْقِلُونَ فنبههم على إن العلم بالله من كونه إلها واحدا في الوهته من مدركات العقول فما أحالهم إلا على أمر يصح منه أن ينظر فيعلم ينظره ما هو الأمر عليه والطريق الآخر طريق للشرع بعد ثبوته فأتى بما أتى به العقل من جهة دليله وهو إثبات أحدية خالقه وما يجب له عز وجل والمسلك الآخر من العلم بالله العلم بما هو عليه في ذاته فوصفه بعد أن حكم العقل بدليله بعصمته فيما ينقله عن ربه من الخبر عنه سبحانه مع لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وإن لا يضرب له مثل بل هو الذي يضرب الأمثال لأنه يعلم ونحن لا نعلم فنسب إليه تعالى أمورا لا يتمكن للعقل من حيث دليله أن ينسبها إليه ولا يتمكن له ردها على من قام الدليل العقلي ع