اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة منزل الاشتراك مع الحق فى التقدير
ولم يذكر حقائق المسميات فعلم بعضا ولم يعلم بعضا فالمسميات هو قوله هؤلاء وهي المشار إليها في قوله تعالى أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ وأراد بالأسماء هنا الأسماء الإلهية التي استند إليها المشار إليهم بهؤلاء في إيجادهم وأحكامهم توبيخا للملائكة وتقريرا يقول هل سبحتموني بهذه الأسماء أو قدستموني بها حيث قالوا ونَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ونُقَدِّسُ لَكَ فزكوا نفوسهم وجرحوا خليفة الله في أرضه ولم يكن ينبغي لهم ذلك ولكن لتعلم إن أحدا من العالم ما قدر الله حق قدره إذ لا أعلم من الملائكة بالله وما ينبغي لجلاله من التعظيم ومع هذا قالوا أَ تَجْعَلُ فِيها من يُفْسِدُ فِيها فهذه الأداة هنا لا ينبغي أن تكون إلا من الأعلى في حق الأدنى مثل قوله تعالى أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وأُمِّي إِلهَيْنِ من دُونِ الله بل أشد من هذا هو قولهم أَ تَجْعَلُ فِيها من يُفْسِدُ فِيها
لما رأوا جهة الشمال ولم يروا *** منه يمين القبضة البيضاء
فإن قوله أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ قد يكون تقريرا للحجة على من عبد عيسى عليه السلام و