اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أن العالم عند الله من علم علم الظاهر والباطن]
اعلم أيدك الله أن العالم عند الله من علم علم الظاهر والباطن ومن لم يجمع بينهما فليس بعالم خصوصي ولا مصطفى وسبب ذلك أن حقيقة العلم تمنع صاحبها أن يقوم في أحواله بما يخالف علمه فكل من ادعى علما وعمل بخلافه في الحال الذي يجب عليه عقلا وشرعا العمل به فليس بعالم ولا ظاهر بصورة عالم ولا تغالط نفسك فإن وبال ذلك ما يعود على أحد إلا عليك فإن قلت قد نجد من يعلم ولا يرزق التوفيق للعمل بعلمه فقد يكون العلم ولا عمل قلنا هذا غلط من القائل به لتعلم إن مسمى العلم ينطلق اسمه على ما هو علم وما ليس بعلم فإن الله تعالى يقول فَأَعْرِضْ عَنْ من تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا ولَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَياةَ الدُّنْيا ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ من الْعِلْمِ فأعلمنا أنهم عملوا بما علموا ولكن لا أريد بالعلم إلا ما حصل عن مشاهدة المعلوم فإن حصل عن دليل فكري فليس بعلم حقيقي وإن كان في نفس الأمر علما كما
قال النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم حين ذكر سورة في القرآن ولم يسمها ليختبر أصحابه فوقع في نفس بعض أصحابه أنها ربما تكون الفاتحة فأخبر النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أنها الفاتحة ولم تقع للصاحب على جهة القطع فقال له