اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أن الله حفظ العالم لإبقاء الثناء عليه]
واعلم أن حفظ الله للعالم إنما هو لإبقاء الثناء عليه بلسان المحدثات بالتنزيه عما هي عليه من الافتقار فلم يكن الحفظ للاهتمام به ولا للعناية بل ليكون مجلاه وليظهر أحكام أسمائه وكذا خلق الإنسان على صورته فقال وأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى فجعله لا يسعى إلا لنفسه ولهذا قرن بسعيه الأجر حتى يسعى لنفسه بخلاف من لا أجر له من العالم الأعلى والأسفل وليس بعد الرسل ومرتبتهم في العلم بالله مرتبة فهم المطرقون والمنبهون ومع هذا فما منهم من رسول إلا قيل له قل لأمتك ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أي على ما بلغتكم من أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الله فإنه الذي استخدمه وأرسله فالأجر عليه فما سعوا ولا بلغوا إلا في حظوظ نفوسهم لكن الفرق بين العماء من أهل الله وبين العامة إنهم علموا ما الأجر ومن صاحبه ومن يطلبه منهم ممن لا يطلبه ولمن يرجع ذلك الحكم فكل ساع في أمر فإنما يسعى لنفسه كان ذلك الساعي من كان لا يستثني ساع من ساع بل الأمر كله لله وتختلف الأجور باختلاف المقاصد فأعلاها حب المدح والثناء فإنها صفة إلهية ولأجلها أوجد الله العالم ناطقا بتسبيحه بحمده ودون ذلك من الأجور طلب الزيادة من العلم ب