اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة منزل القمر من الهلال من البدر من الحضرة المحمدية
في طول العالم ومثله في عرضه وطول العالم عالم الأرواح وعرضه عالم صور الأجسام وإنما قلنا صور الأجسام ولم نقل الأجسام بسبب الأجسام المتخيلة وإن كانت أجساما حقيقية في حضرتها فليست أجساما عند كل أحد لما يسرع إليها من التغيير ولأنها راجعة إلى عين الناظر لا إليها والأجسام الحقيقة هي أجسام لا نفسها لا لعين الناظر فسواء كان الناظر موجودا أو غير موجود هي أجسام في نفسها والأخر أجسام لا في أنفسها كما قال يُخَيَّلُ إِلَيْهِ من سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى وهي أجسام في عينها لا حكم لها في السعي فظهرت في عين موسى بصورة الجسم الذي له سعى والأمر في نفسه ليس كذلك والقسم الثالث من هذا الحكم من الظهور والخفاء يظهر في سبعمائة موطن وعشرين موطنا وهو منتهى ما يقبل عالم الدنيا من الاقتدار الإلهي لا إن الاقتدار يقصر أو يعجز فهذا حكم القابل وكذا وقع الوجود ويجوز في النظر الفكري خلافه معرى عن علمه بما سبق في علم الله فما ثم إمكان إلا بالنظر المجرد إلى الأكوان معراة عن علم الله فيها فلا تعرف إلا بالوقوع فانحصرت مواطن الظهور والخفاء بين تجل إلهي واستتار في سبعمائة موطن وستة وعشرين موطنا بأحكام مختلفة وبين كل موطن