اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة منزل عذاب المؤمنين من المقام السريانى في الحضرة المردانة المحمدية
ليصبر عليها وابتلته معرفته في تلك المصيبة بثلاث مصائب كلفه الله الشكر عليها حيث أعلمه بتلك النعم في تلك المصيبة الواحدة فانظر إلى معرفة عمر رضي الله عنه كيف أوجب على نفسه مثل هذا وانظر إلى ما فيها من الأدب حيث عدل عن النظر فيها من كونها مصيبة إلى رؤية النعم فتلقاها بالقبول لأن النعمة محبوبة لذاتها فرضي فكان له مقام الرضاء والاستسلام والتفويض والصبر والاعتماد على الله وأين الناس من هذا الذوق الشريف ولم يحكم أحد من الأولياء ولا قام فيه مثل هذا المقام مثل أبي بكر الصديق إلا من لا أعرفه فإنه رضي الله عنه ما ظهر قط عليه مما كان عليه في باطنه من المعرفة شيء لقوته إلا يوم مات رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وذهلت الجماعة وقالوا ما حكى عنهم إلا الصديق فإن الله تعالى وفقه لإظهار القوة التي أعطاه لكون الله أهله دون الجماعة للامامة والتقدم والإمام لا بد أن يكون صاحيا لا يكون سكران فقامت له تلك القوة في الدلالة على إن الله قد جعله مقدم الجماعة في الخلافة عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في أمته كالمعجزة للنبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في الدلالة على نبوته فلم يتقدم ولا حصل الأ