اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة منزل مناجاة الجماد ومن حصل فيه حصل من الحضرة المحمدية والموسوية نِصفها
وهي زلة وقعت منه ينبغي له أن يتعوذ بالله من شرها فإن الموطن الدنياوي لا يقتضي الفتح ولا التعريف بالمقام إلا للأنبياء خاصة إذا أرسلوا وأما الأولياء فحصرتهم العبودية المحضة فهم في ستر مقامهم وحالهم لربهم لا لأنفسهم أي من أجل ربهم وإنهم حاضرون في ذلك مع ربهم وإن كان العارف من حيث إنسانيته ونفسه محبا في الثناء عليه بمنزلته من سيده ليظهر بذلك الشفوف على أبناء جنسه وهو معذور فأي فخر أعظم من الفخر بالله ولكن العبد الخالص له الدين الخالص والدين الخالص هو ما يجازيه به ربه من ثنائه عليه بلسان الحق وكلامه لا بلسان المخلوقين فهو يحب الثناء من الله ليعلم بإعلام الله إياه أنه ما أخل بشيء مما يقتضيه مقام العبودية أو يستحقه مقام الربوبية ليكون من نفسه على بصيرة فقد أحب ما تقتضيه إنسانيته ونفسه من حب الثناء ولكن من الله لا من المخلوق ولا من نفسه على نفسه عند المخلوقين فإنه على غير بصيرة فيه ولا إذن من ربه في ذلك كما أنه يحب المال لما يستلزمه من الغني عن الافتقار إلى المخلوقين فمن كان غناه بربه فهو ماله إذ المال ليس محبوبا لنفسه ولا لادخاره من غير توهم رفع الحاجة بوجوده فاعلم ذلك فجميع النفوس محبة