اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة منزل الضم وإقامة الواحد مقام الجمع من الحضرة المحمدية
بنت محمد انظري لنفسك لا أغنى عنك من الله شيئا وقال مثل هذه المقالة لجميع الأقربين وكان عمه أبو لهب حاضرا فنفخ في يده وقال ما حصل بأيدينا مما قاله شيء وصدق أبو لهب فإنه ما نفعه الله بإنذاره ولا أدخل قلبه منه شيئا لما أراد به من الشقاء فأنزل الله فيه تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وتَبَّ ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وما كَسَبَ
فإنه كان معتمدا على ماله فمن اعتمد على غير الله في أموره خسر والقائلون بالأسباب إذا اعتمدوا عليها وتركوا الاعتماد على الله لحقوا بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا وإذا أثبتوا الأسباب واعتمدوا على الله ولم يتعدوا فيها منزلتها التي أنزلها الله فيها فأولئك الأكابر من رجال الله الذين لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ ولا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله وأثبت لهم الحق الرجولة في هذا الموطن ومن شهد له الحق بأمر فهو على حق في دعواه إذا ادعاه ومن أثبت الأسباب بإثبات الحق وركن إليها ركون الطبع واضطرب عند فقدها في نفس الاعتماد على الله فذلك من متوسط الرجال وإذا وقع الاضطراب في النفس فإن أحس بالفقد واضطرب المزاج فذلك من خصائص الرجال الأكابر وإن لم يضطرب المزاج ولم يحس بالفقد فذلك حال الاعتماد على