اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أن الوارد بما هو وارد لا يتقيد بحدوث ولا قدم]
فاعلم يا أخي أن الوارد بما هو وارد لا يتقيد بحدوث ولا قدم فإن الله قد وصف نفسه مع قدمه بالإتيان والورود إتيان والوارد قد تختلف أحواله في الإتيان فقد يرد فجأة كالهجوم والبوادة وقد يرد غير فجأة عن شعور من الوارد عليه بعلامات وقرائن أحوال تدل على ورود أمر معين يطلبه استعداد المحل وكل وارد إلهي لا يأتي إلا بفائدة وما ثم وارد الإلهي
كونيا كان أو غير كوني والفائدة التي تعم كل وارد ما يحصل عند الوارد عليه من العلم من ذلك الورود ولا يشترط فيه ما يسره ولا ما يسوءه فإن ذلك ما هو حكم الوارد وإنما حكم الوارد ما حصل من العلم وما وراء ذلك فمن حيث ما ورد به لا من حيث نفسه فيأتي الله يوم القيامة للفصل والقضاء بين الناس فمن الناس من يقضي له بما فيه سعادته ومن الناس من يقضي له بما فيه شقاوته والإتيان واحد والقضاء واحد والمقضي به مختلف والوارد لا يخلو ما أن يكون متصفا بالصدور في حال وروده فيكون واردا من حيث من ورد عليه صادرا من حيث من صدر عنه فلا بد أن يكون هذا الوارد محدثا من الله وإن لم يتصف بالصدور في حال وروده فإنه وارد قديم والورود نسبة تحدث له عند العبد الوارد عليه فالواحد صادر وارد والآ