اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الصاحين إما أن يصحو بربه وإما بنفسه]
واعلم أن من الصاحين من يصحو بربه ومنهم من يصحو بنفسه والصاحي بربه لا يخاطب في صحوه إلا ربه ولا يسمع إلا منه فلا يقع له عين إلا على ربه في جميع الموجودات وهو على أحد مقامين إما أن يكون يرى الحق من وراء حجاب الأشياء بطريق الإحاطة مثل قوله والله من وَرائِهِمْ مُحِيطٌ وإما أن يرى الحق عين الأشياء وهنا ينقسم رجال الله على قسمين قسم يرى الحق عين الأشياء في الأحكام والصور وقسم يرى الحق عين الأشياء من حيث ما هو قابل لحكم الصور وأحكامها لا من حيث عين الصور فإن الصور من جملة أحكام الأعيان الثابتة فتختلف أحوال رجال الله في صحوهم بالله وأما من صحا بنفسه فإنه لا يرى إلا أشكاله وأمثاله ويقول لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ خاصة ولا يعطي مقامه ولا حاله أن يتم الآية ذوقا وإن تلاها وهو قوله وهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وصاحب الذوق الأول يقول وهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ذوقا وتلاوة فيرى صاحب صحو النفس أن الحق في عزلة عنه كما يراه من جعله في قبلته إذا صلى ولا يراه أنه هو المصلي وهذا القدر من الإشارة في معرفة الصحو كاف والصحو والسكر من الألفاظ المحجورة المختصة بالأكوان فافهم والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْ