اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى التواجد وهو استدعاء الوَجْد
عليه بالمغفرة هذا يعطيه الخبر الإلهي الصدق الذي لا يدخله الكذب فإنه محال على الجناب الإلهي فإن نظر العالم إلى أن خطاب الحق لعباده إنما يكون بحسب ما تواطئوا عليه وهذا خطاب عربي لسائر العرب بلسان ما اصطلحوا عليه من الأمور التي يتمدحون بها في عرفهم ومن الأمور التي يذمونها في عرفهم فعند العرب من مكارم الأخلاق أن الكريم إذا وعد وفى وإذا أوعد تجاوز وعفا وهي من مكارم أخلاقهم ومما يمدحون بها الكريم ونزل الوعيد عليهم بما هو في عرفهم لم يتعرض في ذلك لما تعطيه الأدلة العقلية من عدم النسخ لبعض الأخبار ولاستحالة الكذب بل المقصود إتيان مكارم الأخلاق قال شاعرهم
وإني إذا أوعدته أو وعدته *** لمخلف إيعادى ومنجز موعدي
مدح نفسه بالعفو والتجاوز عمن جنى عليه بما أوعد على ذلك من العقوبة بالعفو والصفح ومدح نفسه بإنجاز ما وعد به من الخير يقال في اللسان وعدته في الخير والشر ولا يقال أوعدته بالهمز إلا في الشر خاصة والله يقول وما أَرْسَلْنا من رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ أي بما تواطئوا عليه والتجاوز والعفو عند العرب مما تواطئوا على الثناء به على من