اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[إن من أعظم بسط العبد أن يكون خلاقا]
واعلم أن أعظم بسط العبد أن يكون خلاقا فإن تأدب في هذا البسط فهو المذكور الداخل في عموم قوله تعالى فَتَبارَكَ الله أَحْسَنُ الْخالِقِينَ فأضاف الحسن إلى الخالقين غير إن الله أحسن الخالقين إذ كان هذا النعت من خصوص وصف الإله لأنه قال تعالى في الرد على عبدة الأوثان أَ فَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ فنفى الخلق عن الخلق فلو لم يرد عموم نفي الخلق عن الخلق لم تقم به حجة على من عبد فرعون وأمثاله ممن أمر من المخلوقين أن يعبد من دون الله ولم يكن هؤلاء ممن يدخل في عموم الخالقين من قوله أَحْسَنُ الْخالِقِينَ فإنهم لم يتصفوا بالإحسان في الخلق فإن الإحسان في العباد أن تعبد الله كأنك تراه فتعلم من هو الخالق على الحقيقة فلما كان هذا النعت من خصوص وصف الإله وقد أضاف الخلق إلى الخلق انفرد هو بالنظر إلى ما أثبت من الخلق للخلق بالأحسن في ذلك فقال أحسن الخالقين وهو معنى قوله تعالى فَتَبارَكَ الله أَحْسَنُ الْخالِقِينَ والبركة الزيادة فزاد أحسن في قوله أَحْسَنُ الْخالِقِينَ وما أحسن قوله تعالى أَ فَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ أَ أَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ ولم يقل أ أنتم تخلقون منه ول