اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة الفتوح وأسراره
حقيقة الإنسان كان هذا أيضا عين تدبيرها لهذا البدن من باب اللطائف لأنه لا يعرف كيف ارتباط الحياة لهذا البدن بوجود هذا الروح اللطيف لمشاركة ما تقتضيه الطبيعة فيه من وجود الحياة التي هي الروح الحيواني فظهر نوع اشتراك فلا يدرى على الحقيقة هذه الحياة البدنية الحيوانية هل هي لهذه اللطيفة الظاهرة عن النفخ الإلهي المخاطبة المكلفة أو للطبيعة أو للمجموع إلا أهل الكشف والوجود فإنهم عارفون بذلك ذوقا إذ قد علموا أنه ما في العالم إلا حي ناطق بتسبيح ربه تعالى بلسان فصيح ينسب إليه بحسب ما تقتضيه حقيقته عند أهل الكشف وأما ما عدا أهل الكشف فلا يعلمون ذلك أصلا فهم أهل الجماد والنبات والحيوان ولا يعلمون أن الكل حي ولكن لا يشعرون كما لا يشعرون بحياة
الشهداء المقتولين في سبيل الله قال تعالى ولا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ في سَبِيلِ الله أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ ولكِنْ لا تَشْعُرُونَ ثم إن تدبير هذه اللطيفة هذا البدن لبقاء الصحبة لما اقتنته من المعارف والعلوم بصحبة هذا الهيكل ولا سيما أهل الهياكل المنورة وهنا ينقسم أهل الله إلى قسمين قسم يقول بالتجريد عند مفارقة هذا البدن فإنها تكتسب من خلقها وعلومها