اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى حال الحرية
بالعين الواحدة ولا بالظاهر في المظاهر لأن الكثير مشهود لا الكثرة فالكثرة معقولة والكثير موجود مشهود فمن هنا ظهر حكم حال الغيرة في الأشياء واتصف بالغيرة إلا له والشيء لا يكون غير نفسه إلا إذا كان الشيء أشياء فيكون كل شيء غيرا للشيء الآخر والحق ليس بأشياء فلا يقبل الغير وقد اتصف بأنه غيور ومن غيرته حرم الفواحش فتدبر ما ذكرناه حتى تعرف ما الفاحشة وما الفعل المسمى فاحشة وغير فاحشة فالغير على الحقيقة ثابت لا ثابت هو لا هوفأما حال الغيرة في الحق
وهي الغيرة التي تكون عند رؤية المنكر والفواحش وهي التي اتصف الحق بها والملأ الأعلى والرسل وصالحو المؤمنين على إن الغيرة مركوزة في الطبع فلا بد منها إلا أنها تنقسم إلى محمود ومذموم وكلامنا في المحمود منها وهي الغيرة في الحق وهي من أشكل المسائل فإنه تعالى من غيرته حرم الفواحش ثم إذا وقعت الفواحش في الكون لم نره يسرع بالأخذ عليها لا دنيا ولا آخرة فعلمنا إن ثم مانعا أقوى يمنع من ذلك يكون ذلك المانع أعظم إحاطة وتكون نسبته إلى الغيرة نسبة العلم الإلهي إلى القدرة الإلهية فإن القدرة وإن تعلقت بما لا يتناهى من الممكنات فلا تشك أن العلم أكثر إحا