اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الانزعاج حال انتباه القلب من سنة الغفلة والتحرك للانس والوجد]
اعلم أن الانزعاج عند الطائفة حال انتباه القلب من سنة الغفلة والتحرك للانس والوجد فالانزعاج حكم العلة على هذا أي العلة أورثته هذا الانزعاج وهو اندفاع النفس من حال صح لها إلى أصلها الذي خرجت عنه لأنه من ذلك الأصل دعاها والأصل طاهر فهو اندفاع بشهوة شديدة وقوة ولهذا الانزعاج أسباب مختلفة فمنهم من تزعجه الرغبة ومنهم من تزعجه الرهبة ومنهم من يزعجه التعظيم فأما انزعاجه للانس والوجد فقد يكون فهما وقد يكون لقاء وقد يكون إلقاء وقد يكون تلقيا فمن ذلك ما يكون عن خاطر إلهي وعن خاطر ملكي وعن خاطر شيطاني وعن خاطر نفسي ولكن لا يكون لهذا الولي عن النفس والشيطان إلا بفهم يرزقه الله فيه عناية من الله لا إن الشيطان له عليه سلطان بل الشيطان في خدمته وهو لا يشعر وساع بما يلقي إليه في سره في ارتقاء درجة هذا الولي من حيث لا يعلم الشيطان وهذا من مكر الله الخفي بإبليس لأنه يسعى في ترقي درجات العارفين من حيث يتخيل أنه ينزلهم عنها وإذا كان الأمر على هذا فلنقل إن حال العلة إذا تحقق في العبد أظهر في النفس انزعاجا ولا بد وانزعاجه أولا إنما هو ليفارق الحال التي كان عليها لما كشف الله عن بصيرته بالعلة فرأى نفسه في