اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الرزق إما حلال وإما حرام]
ثم إن الرزق على نوعين في الميزان الموضوع في العالم لإقامة العدل وهو الشرع النوع الواحد يسمى حراما والنوع الآخر يسمى حلالا وهو بقية الله التي جاء نصها في القرآن قال تعالى بَقِيَّتُ الله خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فهذه هي التي بقيت للمؤمنين من قوله خَلَقَ لَكُمْ ما في الْأَرْضِ جَمِيعاً والايمان لا يقع إلا بالشرع وجاء هذا القول في قصة شعيب صاحب الميزان والمكيال فهذا علم مستفاد من الإعلام الإلهي والرزاق هو الذي بيده هذا المفتاح فرزق الله عند بعض العلماء جميع ما يقع به التغذي من حلال وحرام فإن الله يقول وما من دَابَّةٍ في الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى الله رِزْقُها وهو ظاهر لا نص وقال فَذَرُوها تَأْكُلْ في أَرْضِ الله والله يَرْزُقُ من يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ وقد نهانا عن التغذي بالحرام فلو كان رزق الله في الحرام ما نهانا عنه فاذن ما هو الحرام رزق الله وإنما هو رزق ورزق الله هو الحلال وهو بقية الله التي أبقاها لنا بعد وقوع التحجير وتحريم بعض الأرزاق علينا ولتعلم من جهة الحقيقة أن الخطاب ليس متعلقة إلا فعل المكلف لا عين الشيء الممنوع التصرف فيه فالكل رزق الله والمتناول هو المحجور