اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[النوم معبر]
فاعلم أن الظاهر في المظاهر مظاهر الأعيان هو الوجود الحق وأنه ما هو لما ظهر به من الأشكال والنعوت التي أعيان الممكنات عليها وجعل هذه الحضرة كالجسر بين الشطين للعبور عليه من هذا الشط إلى هذا الشط فجعل النوم معبرا وجعل المشي عليه عبورا قال تعالى إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ وجعل إدراك ذلك في حالة تسمى راحة وهي النوم من حقيقة قوله ولَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ والْأَرْضَ وما بَيْنَهُما في سِتَّةِ أَيَّامٍ فأضاف العمل إليه وذكر في الخلق أنه بيديه وبأيد وبيده وبقوله ثم أعلمنا أنه وإن اتصف بالعمل إنه لم يؤثر فيه تعب فقال وما مَسَّنا من لُغُوبٍ وقال ولَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ فمن هذه الحقيقة ظهرت الأعمال العظيمة المحرجة المتعبة في النوم الذي هو راحة البدن أي الطبيعة مستريحة في هذه الحال من الحركات الحسية الظاهرة فهذا هو العمل العظيم في راحة من حيث لا يشعر إنه في راحة ولا سيما إذا رأى في النوم أمورا هائلة مفزعة فإذا استيقظ وجد الراحة فعلم أنه كان في راحة من حيث لا يشعر ومنهم من يعلم في النوم أنه في النوم والناس فيه على طبقات وإنما سمينا هذه الحالة بانتقال لأن المعاني تنتقل من تجريده