اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى السالك والسلوك
يصور كل ما حصل عنده في صورة المحسوس لا بد من ذلك فإن كان ورود ذلك الوحي الإلهي في حال النوم سمي رؤيا وإن كان في حال اليقظة سمي تخيلا أي خيل إليه فلهذا بديء الوحي بالخيال ثم بعد ذلك انتقل الخيال إلى الملك من خارج فكان يتمثل له الملك رجلا أو شخصا من الأشخاص المدركة بالحس فقد ينفرد هذا الشخص المراد بذلك الوحي بإدراك هذا الملك وقد يدركه الحاضرون معه فيلقي على سمعه حديث ربه وهو الوحي وتارة ينزل على قلبه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فتأخذه البرحاء وهو المعبر عنه بالحال فإن الطبع لا يناسبه فلذلك يشتد عليه وينحرف له مزاج الشخص إلى أن يؤدي ما أوحى به إليه ثم يسرى عنه فيخبر بما قيل له وهذا كله موجود في رجال الله من الأولياء والذي اختص به النبي من هذا دون الولي الوحي بالتشريع فلا يشرع إلا النبي ولا يشرع إلا رسول خاصة فيحلل ويحرم ويبيح ويأتي بجميع ضروب الوحي والأولياء ليس لهم من هذا الأمر إلا الإخبار بصحة ما جاء به هذا الرسول وتعيينه حتى يكون هذا التابع على بصيرة فيما تعبده به ربه على لسان هذا الرسول إذ كان هذا الولي لم يدرك زمانه حتى يسمع منه كما سمع أصحابه فصار هذا الولي بهذا النوع من الخطاب