اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أن الكرامة لا بد أن تكون نتيجة عن استقامة]
ثم إنا إذا فرضناها كرامة فلا بد أن تكون نتيجة عن استقامة أو تنتج استقامة لا بد من ذلك وإلا فليست بكرامة وإذا كانت الكرامة نتيجة استقامة فقد يمكن أن يجعلها الله حظ عملك وجزاء فعلك فإذا قدمت عليه يمكن أن يحاسبك بها وما ذكرناه من الكرامات المعنوية فلا يدخلها شيء مما ذكرناه فإن العلم يصحبها وقوة العلم وشرفه تعطيك أن المكر لا يدخلها فإن الحدود الشرعية لا تنصب حبالة للمكر الإلهي فإنها عين الطريق الواضحة إلى نيل السعادة والعلم يعصمك من العجب بعملك فإن العلم من شرفه أنه يستعملك وإذا استعملك جردك منه وأضاف ذلك إلى الله وأعلمك أن بتوفيقه وهدايته ظهر منك ما ظهر من طاعته والحفظ لحدوده فإذا ظهر عليه شيء من كرامات العامة ضج إلى الله منها وسأل الله ستره بالعوائد وأن لا يتميز عن العامة بأمر يشار إليه فيه ما عدا العلم لأن العلم هو المطلوب وبه تقع المنفعة ولو لم يعمل به فإنه لا يستوي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ والَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ فالعلماء هم الآمنون من التلبيس فالكرامة من الله تعالى بعباده إنما تكون للوافدين عليه من الأكوان ومن نفوسهم لكونهم لم يروا وجه الحق فيهما فأسنى ما أكرمهم به من الكرامات ا