اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
(تنبيه) [الحمد لله والحمد بالله من طريق الأسرار]
اللام تفني الرسم كما إن الباء تبقيه ولهذا قال أبو العباس بن العريف العلماء لي والعارفون بي فأثبت المقام الأعلى للام فإنه قال في كلامه والعارفون بالهمم ثم قال في حق اللام والحق وراء ذلك كله ثم زاد تنبيها على ذلك ولم يقنع بهذا وحده فقال والهمم للوصول والهمة للعارفين البائيين وقال في العلماء اللاميين وإنما يتبين الحق عند اضمحلال الرسم وهذا هو مقام اللام فناء الرسم فالحمد لله أعلى من الحمد بالله فإن الحمد بالله يبقيك والحمد لله يفنيك فإذا قال العالم الحمد لله أي لا حامد لله إلا هو فأحرى أن لا يكون ثم محمود سواه وتقول العامة الحمد لله أي لا محمود إلا الله وهي الحامدة فاشتركا في صورة اللفظ فالعلماء أفنت الحامدين المخلوقين والمحمودين والعامة أفنت المحمودين من الخلق خاصة وأما العارفون فلا يتمكن لهم أن يقولوا الحمد لله إلا مثل العامة وإنما مقامهم الحمد بالله لبقاء نفوسهم عندهم فتحقق هذا الفصل فإنه من لباب المعرفة