اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
(منصة ومجلى)
التي ينفر منها الطبع لما كلفه محبوبه من تدبيره الإنسان مجموع الطبع والنور فالطبع يطلبه والنور يطلبه وكلف النور أن يغتبن ويترك كثيرا مما ينبغي له وتطلبه حقيقته لما يطلبه الطبع من المصالح وأمر النور الذي هو الروح أن يوفيه حقه وهوقوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لمن قال له من أبر قال أمك ثلاث مرات ثم قال له في الرابعة ثم أباك
فرجح بر الأم على بر الأب والطبيعة الأم وهوقوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إن لنفسك عليك حقا وهي النفس الحيوانية ولعينك عليك حقا
فهذا كله من حقوق الأم التي هي طبيعة الإنسان وأبوه هو الروح الإلهي وهو النور فإذا ترك أمورا كثيرة من محابه من حيث نوريته فإنه يتصف بأنه مضرور وهو مأمور بالصبر فهذا معنى يصبر على الضراء وإن كانت حقيقته تنفر من ذلك ولكن أمر الله أوجب ثم قال له في صبره واصْبِرْ وما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ فإن الله تسمى بالاسم الصبور فكأنه قال له أنا على عزة جلالي قد وصفت نفسي بأني أؤذى وإني أحلم وأصبر وتسميت بالصبور وأنا غير مأمور ولا محجور علي فأدخلت نفسي تحت محاب خلقي وتركت ما ينبغي لي لما ينبغي لخلقي إيثا