اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة مقام الخلة
بما يحمله من المحبة حبه إلهي وشوقه رباني مؤيد باسمه القدوس عن تأثير الكلام المحسوس برهان ذلك هذا الذي ذاب حتى صار ماء لو لم يكن ذا حب ما كان هذا حاله فقد كان محبا ولم يذب حتى سمع كلام الشيخ فثار كامن حبه فكان منه ما كان فحب لا حكم له في المحب حتى يثيره كلام متكلم حب طبيعي لأن الطبيعة هي التي تقبل الاستحالة والإثارة إذ قد كان موصوفا بالحب قبل كلام الشيخ ولم يذب هذا الذوبان الذي صيره ماء بعد ما كان عظما ولحما وعصبا فلو كان إلهي الحب ما أثرت فيه كلمات الحروف ولا هزت روحانيته هذه الظروف فاستحى من دعواه في الحب وقام في قلبه نار الحياء فما زال يحلله إلى أن صار كما حكي فلا يلحق التغيير في الأعيان والتنقل في أطوار الأكوان إلا صاحب الحب الطبيعي وهذا هو الفرقان بين الحب الروحاني الإلهي وبين الحب الطبيعي والحب الروحاني وسط بين الحب الإلهي والطبيعي فيما هو إلهي يبقى عينه وبما هو طبيعي يتغير الحال عليه ولا يفنيه فالفناء أبد من جهة الحب الطبيعي وبقاء العين من جانب الحب الإلهي جبريل لما كان حبه روحانيا وهو روح وله وجه إلى الطبيعة من حيث جسميته لأن الأجسام الطبيعية الخارجة عن العناصر لا تستحيل بخل