اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة مقام الخلة
ولا يدري فيمن ولا بمن ولا يتعين لك محبوبك وهذا ألطف ما وجدته ذوقا ثم بعد ذلك بالاتفاق أما يبدو لك تجل في كشف فيتعلق ذلك الحب به أو نرى شخصا فيتعلق ذلك الوجد الذي تجده به عند رؤيته فتعلم إن ذلك كان محبوبك وأنت لا تشعر أو يذكر شخص فتجد الميل إليه بذلك الهوى الذي عندك فتعلم أنه صاحبك وهذا من أخفى دقائق استشراف النفوس على الأشياء من خلف حجاب الغيب فتجهل حالها ولا تدري بمن هامت ولا فيمن هامت ولا ما هيمها ويجد الناس ذلك في القبض والبسط الذي لا يعرف له سبب فعند ذلك يأتيه ما يحزنه فيعرف أن ذلك القبض كان لهذا الأمر أو يأتيه ما يسره فيعرف أن ذلك البسط كان لهذا الأمر وذلك لاستشراف النفس على الأمور من قبل تكوينها في تعلق الحواس الظاهرة وهي مقدمات التكوين ويشبه ذلك أخذ الميثاق على الذرية بأنه ربنا فلم يقدر أحد على إنكاره بعد ذلك فتجد في فطرة كل إنسان افتقارا لموجود يستند إليه وهو الله ولا يشعر به ولهذا قال يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى الله يقول لهم ذلك الافتقار الذي تجدونه في أنفسكم متعلقة الله لا غيره ولكن لا تعرفونه فعرفنا الحق به ولما ذقنا هذا المقام قلنا فيه