اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[ان الله لم يذكر في القرآن نعتا من نعوت أهل السعادة إلا وذكر إلى جانبه نعتا من نعوت أهل الشقاء]
ثم إنه ما ذكر نعتا من نعوت أهل السعادة إلا وذكر إلى جانبه نعتا من نعوت أهل الشقاء إما بتقديم أو تأخير قال تعالى وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ في أهل السعادة ثم عطف فقال ووُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ وقال تعالى في حال أهل السعادة وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ثم عطف فقال في أهل الشقاء ووُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ والوجوه هنا عبارة عن النفوس الإنسانية لأن وجه الشيء حقيقته وذاته وعينه لا الوجوه المقيدة بالأبصار فإنها لا تتصف بالظنون ومساق الآية يعطي أن الوجوه هنا هي ذوات المذكورين وقال في الأشقياء وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً ثم عطف بالسعداء فقال وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ لِسَعْيِها راضِيَةٌ في جَنَّةٍ عالِيَةٍ وقال في أحوال السعداء فَأَمَّا من أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فذكر خيرا ثم عطف وقال وأَمَّا من أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فذكر شرا وكذلك قوله من كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِي