اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الميزان والإمام للسير وفي السير إلى الإمام]
فاجعل إمامك ما يرضي الله وفيما يرضي الله ولتصرف خلقك الكريم مع الله خاصة فهو الصاحب والخليفة وهو أولى أن يعامل بمكارم الأخلاق فما قدمه الله قدمه فإن ذلك التقديم هو تصريف الحق لذلك الخلق مع ذلك العبد وفي ذلك المحل فتصريف خلقك مع الله أولى من تصريفه مع الكون بل هو واجب لا أولى فإن جميع الخلق من الملائكة والرسل والمؤمنين يحمدونك على ذلك الفعل والخلق الذي عاملت به ذلك الشخص الذي قدمه الحق وأوجب عليك أن تعامله به وما يذمك فيه إلا صاحب ذلك الغرض إذا لم يكن مؤمنا ومراعاة الأصل أولى وإذا لم تتخلق بمكارم الأخلاق على ما رسمته لك لم يصح لك هذا المقام ويذمك فيه كل مخلوق أ لا ترى شاهد الزور فإنه أول من يتجرح عنده ولا يعتقد فيه ويذمه في باطنه من شهد له وقد أسخط الله وملائكته ورسله والمؤمنين وليست مكارم الأخلاق إلا ما يتعلق منها بمعاملة غيرك لا غير وما عدا ذلك فلا يسمى مكارم خلق وإنما هي نعوت يتخلق بها لتصحيح الصورة أو النسبة لا غير هذا هو ربط هذا الباب في السالكين والمخلصين سعادة الأبد وتفاصيل تصاريف الأخلاق مع الموجودات تكثر لو بيناها وكيفياتها لم يحصرها كتاب وبعد أن أعطيناك أصلا فيها تعتمد علي