الفتوحات المكية

اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


المبحث الثالث والخمسون: في بيان أنه يجوز للمؤمن أن يقول أنا مؤمن إن شاء اللّه خوفا من الخاتمة المجهولة لا شكا في الحال

* - قال الجلال المحلي رحمه اللّه: ومنع الإمام أبو حنيفة رضي اللّه عنه ذلك.

وحكى في " المقاصد " المنع عن الأكثرين وعبارة النسفي في عقائده ول ينبغي أن يقول العبد أنا مؤمن إن شاء اللّه وقد حملها المولى سعد الدين على أن الأولى تركه لا على المنع بمعنى عدم الجواز ثم ذكر المولى سعد الدين أنه لا خلاف بين الفريقين حقيقة في المعنى لأنه إن أريد بالإيمان مجرد حصول المعنى فهو حاصل في الحال وإن أريد ما يترتب عليه النجاة والثواب في الآخرة فهو تحت مشيئة اللّه تعالى ولا قطع بحصوله في الحال فمن قطع بالحصول أراد الأول ومن فوض إلى المشيئة أراد الثاني انتهى. وكان عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه إذا سئل عن ذلك يقول:

قول العبد أنا مؤمن إن شاء اللّه تعالى أولى من الجزم لا يقال إن قول العبد إن شاء اللّه يوهم الشك في الحال في إيمانه لأنا نقول كل مؤمن متحقق بالإيمان في الحال جازم باستمراره عليه إلى الخاتمة التي يرجو حسنها ويسأل من فضل ربه تحقيقها انتهى. ودليل الإمام أبي حنيفة ومن تبعه في عدم جواز الاستثناء في الإيمان قول اللّه تعالى في السحرةقالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسى وَهارُونَ(122) [الأعراف: 121 - 122] ولم يستثنوا وقوله تعالى: أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا [الأنفال: 4] ولم يستثن وأيضا فإن الإيمان عقد فالاستثناء يقطعه ويحله وأجاب الشافعية بأنا لم نوجب الاستثناء وإنما جوزناه ومعلوم أن من يستثني منا لا يريد إبطال الأول ولا التردد فيه بالإجماع.

(خاتمة): إذ أشرك المؤمن في عمله رياء وسمعة فلا أجر له واختاره ابن عبد السلام والزركشي وقال إنه الظاهر وأما الإمام الغزالي فاعتبر الباعث على العمل فإن كان الأغلب الباعث الدنيوي فلا أجر له وإن كان الأغلب هو باعثه الديني فله أجره بقدره وإن تساوي تساقطا واللّه أعلم.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!