الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


تذكرة نبوية باجتناب صفات دنيّة

روينا من حديث الخرائطي قال: حدثنا أبو قلابة البصري عبد الملك بن محمد بن

عبد الله، نبأ عبد الصمد بن عبد الوارث، نبأ هاشم الكوفي، نبأ زيد الخثعمي، عن أسماء بنت عميس الخثعمية قالت:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بئس العبد عبد تخيّل واختال، ونسي الكبير المتعال.

بئس العبد عبد سها ولها، ونسي المقابر والبلا. بئس العبد عبد بغى وعنا، ونسي المبتدأ والمنتهى. بئس العبد عبد يخيّل الدين بالشبهات. بئس العبد عبد طمع يقوده. بئس العبد عبد هوى يضله» .

روينا من حديث الحميدي قال: نبأ الحناي، عن ابن أبي الحديد، عن أبي بكر، عن أبي موسى قال: قال أبو حازم:

من اعتدل يوماه فهو مغبوط، ومن غده شر يوميه فهو محروم. ومن لم ير الزيادة في نفسه كان في نقصان، ومن كان في نقصان فالموت خير له. ومن كان غده أحسن يوميه ويومه أحسن من أمسه، فهو رابح معنى به.

روينا من حديث الخرائطي قال: نبأ أحمد بن نبيل الأيامي، نبأ أبو معاوية الضرير، نبأ داود بن هند، عن الشعبي قال:

لما طعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء العباس فقال: يا أمير المؤمنين، أسلمت حين كفر الناس، وجاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس، وقتلت شهيدا، و لم يختلف عليك اثنان، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض. فقال له: أعد عليّ، فأعاد عليه. فقال: المغرور من غررتموه، والله لو أن لي م طلعت عليه الشمس أو غربت، لافتديت به من هول المطلع.

روينا من حديث الحميدي قال: حدثنا محمد بن إبراهيم، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن جعفر، نب إبراهيم بن الهيثم البلدي، نبأ آدم بن أبي أياس، نبأ شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه قال:

كان رأس عمر بن الخطاب رضي الله عنه على فخذي في موضعه الذي مات فيه، فقال: ضع رأسي على الأرض، فقلت: ما عليك كان على الأرض أو على فخذي؟ فقال:

لا أمّ لك، ضعه على الأرض، فوضعته على الأرض، فقال: ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي.

قرأت على أبي ذرّ الخشني لأبي عمرو البجلي في الأمالي لأبي علي القالي:

تمتع من شميم عرار نجد فما بعد العشية من عرار

ألا يا حيّذا نفحات نجد وريا روضه غبّ القطار

وعيشك أن يحل القوم نجدا وأنت على زمانك غير زار

شهور تنقضين وما علمنا بإنصاف لهن ولا سدار

فأما ليلهنّ فخير ليل وأفضل ما يكون من النهار

وأنشدنا أبو بكر بن خلف بن صاف اللخمي رحمه الله للطائي:

كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدا لأول منزل

نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحبّ إلا للحبيب الأول

ومما نظمته الأسواق بلسان الاشتياق قولنا في نظام الحسن عين الشمس بهاء الجمال:

يا حبذ سرحة الوادي وبانته وحبذا زهر بالروض بسّام

أهدى النسيم لنا من عرفة خبرا إن النسيم إذا ما هبّ نمّام

بكلّ فنّ من الألحان ناطقة أطياره طربا والسرب نوّام

وفي ترجعها بالصوت لو علمت للمستهام بعين الشمس أعلام

إن الهوى عجمة لا يستطاع له حدّ ولكن له في النفس أحكام

منها النحول ومنها عبرة وجوى ورقة وصبابات وتهيام

وما له آخر تحيي النفوس به لأن أوله موت وأعدام

فإن تمادى الهوى بالحب أضعفه كما يضعّفه قرب وإلمام


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!