كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار
للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
زيادة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مسجد المدينة
روينا من حديث الواسطي هو ابن عبيد الله قال: نبأ عيسى، أخبرني علي بن جعفر، نبأ محمد بن إبراهيم، نبأ محمد بن النعمان، نبأ عبد الله بن الزبير الحميدي، نبأ سفيان بن بشر بن عاصم، أنه سمع سعيد بن المسيّب يحدّث أنه سمع كعبا قال:
كان للعباس دار، فلما أراد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يوسّع مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ منه الدار، فقال: ليس إلى ذلك سبيل، أو اجعل بيني وبينك رجلا، فجعل بينهما أبيّ بن كعب، فقال أبيّ: إنه لما أمر سليمان عليه السلام ببناء بيت المقدس، وكانت أرضه لرجل، فأخذها منه سليمان عليه السلام، فقال له الرجل: الذي أخذت منك خير أم الذي أعطيتني؟ قال: بل الذي أخذت منك، فقال له: إني لا أجير البيع، حتى اشتراها منه بحكمه على أن لا يسأله كثيرا، فسأله شيئا كثيرا، فتخاصم هو و سليمان في ذلك إلى ربه عز وجل، فأوحى الله إليه: إن كنت إنما تعطيه من عندن فاعطه حتى يرضى، فرضي العباس، وقال: أما إذا كان ذلك كذلك فإني قد جعلتها صدقة مني للمسجد على المسلمين.