الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومن باب العشق والعشاق ما ذكر عن المأمون وهو قوله

إن الهوان هو الهوى قلب اسمه فإذا هويت لقد لقيت هوانا

فإذا تعبّدك الهوى فاخضع له واسجد لإلفك كائنا من كان

ولجميل بن معن في هذا الباب:

قد كنت أسمع بالمحبّ وذكره فأضلّ منه عاجبا أتفكّر

حتى بليت بحبكم فوجدته مرّا ولم أك قبل ذلك أشعر

فاليوم أعذر كل من أثبته صبّا ومن ذاق الهوى يستشعر

ولام الضحّاك في هذا الباب فقال:

من كان لا يدر ما حبّ وصفت له أو كان هيّابة أو كان لم يحد

الحبّ أوله روع وآخره مثل الخزازة بين القلب والكبد

وقال آخر:

الحب أوله حلو وأوسطه مرّ وآخره التوديع والأجل

وقال صاحب بثينة:

الحبّ أول ما يكون لجاجة تأتي به وتسوقه الأقدار

حتى إذا اقتحم الهوى لجج الهوى جاءت أمور لا تطاق كبار

ولنا في هذا الباب:

الحبّ أوله نحبّ وأوسطه موت وليس له حدّ فينكشف

فمن يقول بأن الحبّ يعرفه فما لقوم به أعمارهم شغفو

ولم يقولوا بأن الحبّ نعرفه خلف ولكنه بالقلب يأتلف

فليس يعرف منه غير لازمة البثّ والوجد والتبريج والأسف


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!