الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ذكر كعب الأحبار

إن الله تعالى قال في التوراة لصخرة بيت المقدس: أنت عرشي الأدنى، ومنك ارتفعت إلى السماء، ومن تحتك بسطت الأرض، وكل ماء يسيل من ذروة الجبال من تحتك، من مات فيك فكأنما مات في سماء الدنيا، ومن مات حولك فكأنما مات فيك، لا تنقضي الأيام و الليالي حتى أرسل عليك نارا من السماء، فتأكل آثار أكفّ بني آدم وأقدامهم منك، و أرسل عليك ماء من تحت العرش فأغسلك حتى أتركك كالمهات، وأضرب عليك سورا من غمام غلظه اثنا عشر ميلا وسياجا من نار، وأجعل عليك قبة خلقتها بيدي، وأنزل فيك روحي، وملائكتي، يسبحون فيك، لا يدخلك أحد من ولد آدم إلى يوم القيامة، فمن يرى ضوء تلك القبة من بعيد يقول: طوبى لوجه يخرّ فيك لله ساجدا، وأضرب عليك حائطا من نار، وسياجا من الغمام، وخمس حيطان من ياقوت ودرّ وزبرجد، وأنت الأنظر، و إليك المحشر، ومنك المنتشر.

حدثني بهذا الحديث جماعة غير واحد، عن القاسم بن علي، عن أبي القاسم السوسي، عن إبراهيم بن يونس، عن عبد العزيز النصيبي، عن محمد بن أحمد، عن عمر، عن أبيه، عن الوليد، عن إبراهيم بن محمد، عن داود، عن صدقة بن يزيد، عن ثور بن يزيد، عن عبد الله بن تبشر، عن كعب الأحبار رضي الله عنه.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!