الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومن أخبار عمر بن عبد العزيز

و بالإسناد قال مقاتل: رأيت قوما من العبّاد وقد أتوا محمد بن عمر بن عبد العزيز، فسألوه عن عمل أبيه، فقال: ما أذكر أني رأيته، ولكني أدخل على أمي فاطمة ابنة عبد الملك بن مروان، فأسألها عن هذا إن شاء الله تعالى. فدخل عليها، فقال: يا أمّه م صنع أبي؟ فإن الناس قد لجّوا عليّ في ذلك، فقالت فاطمة ابنة عبد الملك: يا بني، ل تريد أن تعلم؟ قال لها: فإنهم لا يدعوني حتى أخبرهم. قالت: نعم، قل لهم: إن أبي كان من أعظم قريش، وأرفههم مركبا، وألينهم ثوبا، وأطيبهم طعاما، قبل أن يلي الخلافة، فلما ولّي الخلافة لبس الكرابيس والصوف، وربما ادّهن بزيت العلة، تعني زيت الماء، ولا رفع ثوبا يدّخره، ولا اتخذ أمة منذ ولّي إلى يوم مات، فهذه كانت حالته.

قال مقاتل: فلما حضرت عمر بن عبد العزيز الوفاة قال له: يا مقاتل، إنه بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الإمام العادل إذا وضع في قبره نزل على يمينه، و إذا كان جائرا نقل عن يمينه إلى شماله، فاطّلع حتى تنظر إليّ. قال: فاطلعت، فرأيته على يمينه والحمد لله.

قال مقاتل: رأيته قبل أن تخرج الروح من جسده وهو يضحك، ويقول: لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ اَلْعامِلُونَ . ثم مات رحمه الله تعالى.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!