الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومن باب حثّ النفس على المحامد

ما حدثن به محمد بن الفضل، عن أبي منصور القزّاز، عن أبي بكر الخطيب، عن أبي سعيد الصيرفي، عن أبي عبد الله الأصفهاني، عن أبي بكر القرشي، عن الحسين بن عبد الرحمن قال: حج سعيد بن وهب ماشيا، فبلغ منه الجهد، فأنشد:

قدمي اعتورا رمل الكثيب وأطرقا الآجن من ماء القليب

ربّ يوم رحتما فيه على زهرة الدنيا وفي واد خصيب

وسماع حسن من حسن صحب المزهر كالظبي الربيب

فاحسبا ذاك بهذا واصبرا وخذا من كل فنّ بنصيب

إنما أمشي لأني مذنب فلعل الله يغفر عن ذنوبي

ومن هذا الباب في حنين الإبل وسيرها:

ي لزماني على الحمى عجبا وأي زمان مضى وأي حمى

حلفت بالراقصات مجتهدا عناقا خفوضا وأظهرا سنم

تحسب أشخاصها إذا اختلطت بالأكم الوقص في الدجا أكما

تحمل شقا إذا هم ذكروا ذخيرة الأجر غالطوا السّام

غدوا نزاعا من عامهم وتقى أيام جمع والأشهر الحرما

حتى أناخوا بذي الستور ملبّ‍ ين بأرض كادت تكون سم

ومن هذا الباب:

أحاديه لو أمكنت من زمامها أريد وراء والهوى من أمامها

فما الحزن إلا بين حلمي وخوفها وبين زفيري خائفا وبغامه

يعزّ علينا يومها تحت كورها بما فات من أيامها في مشامه

وإن تعلف الرّطب الخليط ببابل مكان أراك حاجر وبشامه

فليت بلاد أسرها في قصورها فذاك بيوت خيرها في خيامها

ومن هذا الباب:

ردّو لها أمّامها بالغميم إن كان من بعد شقاء نعيم

ولا تدلّوها فقد آمّها أدلة الشوق وهادي الشميم

و من هذا الباب:

من خفوق البرق ترزمينا حتى فما اتبعك الحنينا

سري يمانا وسراك شامة فضلت ما أن تتلقّنين

نعم تشاقين ونشتاق له ونعلن الوجد وتكتمينا

فأين منك اليوم أو منّا الهوى وأين نجد والمغورون

ومنه أيضا:

أين تريد يا مثير الظعن أوطن بنا برامة بوطن

حبسا ولو زادك من مضضه بين الفرار خائفا والوسن

لعلها أن تشتفي نائحة بالعبرات أعين من أعين

كم كبد كريمة في برّة خزمتها ومهجة في رسن

يا قاتل الله العذيب موقفا على ثبوت قدمي أزلني

يا زمتي بالخيف بل يا جيرتي فيه وأين جيرتي وزمتي

ليت الذي كان فطار شعبا به الفراق بيننا لم يكن


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!