الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومن باب فضل مواساة أهل البيت وإيثارهم بالنفقة على الحج إلى البيت

م حدثناه يونس بن يحيى، عن محمد بن ناصر، عن الحسن بن أحمد، عن أبي الحسن علي بن أحمد الهذلي، حدثني أبو الحسين بن شمعون أن عبد الله بن المبارك قال: كان بعض المتقدمين قد حبّب إليه الحج، قال: فحدّثت أنه ورد الحاج في بعض السنين إلى بغداد، فعزمت على الخروج معهم إلى الحج، فأخذت في كمي خمسمائة

دينار، و خرجت إلى السوق أشتري آلة الحج، فبينا أنا في بعض الطريق عارضتني امرأة فقلت: يرحمك الله، إني امرأة شريفة ولي بنات عراة، واليوم الرابع ما أكلنا شيئا. قال:

فوقع كلامها في قلبي، فطرحت الخمسمائة دينار في طرف إزارها، وقلت: عودي إلى بيتك فاستعيني بهذه الدنانير على وقتك. فحمدت الله وانصرفت، ونزع الله عز وجل حلاوة الخروج في تلك السنة، فخرج الناس وحجّوا وعادوا، فقلت: اخرج للقاء الأصدقاء والسلام عليهم، فخرجت، فجعلت كلما لقيت صديق سلّمت عليه وقلت له: قبل الله حجّك وشكر سعيك. يقول لي: وأنت قبل الله حجّك. فطال عليّ ذلك، فلما كان الليل نمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يقول لي: «لا تعجب من تهنئة الناس لك بالحج، أغثت ملهوفا، وأغنيت ضعيفا، فسألت الله تعالى فخلق في صورتك ملكا فهو يحجّ عنك في كل عام، فإن شئت تحجّ إن شئت لا تحجّ» .

ولمهيار الديلمي في النسيب:

وبجرعاء الحمى عني فعج بالحمى واقرأ على قلبي السلاما

وترحّل فتحدّث عجبا أن قلبا سار عن جسم أقام

قل لجيران الفضا آه على طيب عيش بالفضا لو كان داما

حمّلوا ريح الصبا نشركم قبل أن تحمل شيحا وثمام

وابعثوا أشباحكم لي في الكرى إن أذنتم لجفوني أن تنام


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!