الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


غريب دعاه حبيب فأجابه

حدثن محمد بن إسماعيل، نبأ عبد الرحمن بن علي، نبأ محمد بن أبي منصور، نبأ أبو عبد الله الحميدي، انا الأردستاني، نبأ أبو عبد الرحمن السلمي، سمعت أبا الحسن بن عبد الله الطوسي، سمعت علّوس الدينوري يقول: سمعت المزني يقول: كنت مجاورا بمكة، فخطر لي خاطر في الخروج إلى المدينة، فخرجت، فبينا أنا بين المسجدين أمشي فإذا أن بشابّ مطروح إلى جانب جبل عليه خرقتان وهو ينزع، فقعدت عند رأسه فقلت: يا سيدي، قل لا إله إلا الله، ففتح عينيه ونظر إليّ، وأنشد:

أنا إن متّ فالهوى حشو قلبي وبداء الهوى يموت الكرام

وشهق شهقة كانت فيها نفسه، فكفّنته في أطماره ورجعت.

أنشدني أبو علي الغالي في الوطن:

أقول لصاحبي والعيس تحدي بنا بين المنيعة والضمار

زوّد من شميم عرار نجد فما بعد العشيّة من عرار

ألا يا حبّذا أرواح نجد وريّا روضه غبّ القطار

وعيشك إذ يحلّ القوم نجدا وأنت على زمانك غير زار

شهور تنقضين وما علمنا إنصاف لهنّ ولا سرار

وأنشد أبو بكر الأنباري في ذلك:

واستشرف الأعلام حتى يدلني على طيبها مرّ الرياح النواسم

وما أنسم الأرواح إلا لأنها تمرّ على تلك الربى والمعالم

وأنشد الشريف الرضيّ رحمه الله تعالى:

أقول و قد حلّت بذي الأثل ناقتي قرى لا ينل منك الحنين المرجّع

تحنّين إلا أن بي لا بك الهوى ولي لا لك اليوم الخليط المودّع

وباتت تشكي تحت رحلي ضمانة كلانا إذا يا ناق نضو مفجع

أحسّت بنار في ضلوعي فأصبحت يحثّ بها نار الغرام ويوضع


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!