الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومم وعظ به كعب الأحبار عمر بن الخطاب رضي الله عنه

م رويناه من حديث أحمد بن حنبل، ثنا بهر بن أسد، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا علي بن زيد، عن مطرف، عن كعب، قال: قال عمر بن الخطاب وأنا عنده: يا كعب خوّفنا، قلت: ي أمير المؤمنين أليس فيكم كتاب الله وحكمة رسول الله؟ قال: بلى، ولكن خوّفنا، فقلت: يا أمير المؤمنين، اعمل عمل وجل، لو وافيت القيامة بعمل سبعين نبيا لازدريت عملك مما ترى. فأطرق عمر مليا، ثم أفاق فقال: زدنا يا كعب، قلت: يا أمير المؤمنين، لو فتح من جهنم قدر منخر ثور بالمشرق ورجل بالمغرب، لغلى دماغه حتى يسيل من حرّها. فأطرق عمر مليا، ثم أفاق فقال: زدنا يا كعب، قلت: إن جهنم لتزفر يوم القيامة زفرة لا يبقى ملك مقرّب، ولا نبي مصطفى إلا خرّ جاثيا على ركبتيه، و يقول: رب نفسي نفسي، لا أسألك اليوم إلا نفسي. فأطرق عمر مليا، فقلت: يا أمير المؤمنين، أوليس تجدون هذا في كتاب الله عز وجل؟ قال: كيف؟ قلت: يقول الله تعالى: يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها .

وروين من حديث ابن أبي الدنيا، حدثني القاسم بن هاشم، قال: نبأ أبو اليمان قال:

نب صفوان بن عمرو، عن أبي اليمان، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لكعب:

ما تخاف علينا يا أبا إسحاق؟ قال: يا أمير المؤمنين، إن في السماء ديّانا، وإن في الأرض ديّانا، فويل لديّان الأرض من ديّان السماء إلا من دان نفسه لله عز وجل، إنك تأمر ولا تؤمر، وإنك بين الناس وبين ربك، وليس بينك وبين الله أحد. فقال له عمر: أنشدك بالله كيف تجدني، أخليفة أم ملكا؟ قال: بل خليفة، قال: فاستحلفه عمر، فحلف له كعب، وقال: خليفة والله من خير الخلفاء، وزمانك خير زمان.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!