الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


خبر الفيل وأصحابه و ما أظهر الله في ذلك من البيّنات على تعظيم الحرم

روينا من حديث أبي الوليد، وأبي هشام، وابن إسحاق، وبعضهم يزيد على بعض، والسياق لابن إسحاق، غير أني قد أدخل في أثناء حديثه الزيادات في أماكنها.

ولم بنى أبرهة الكنيسة التي سماها القليس، وكتب إلى النجاشي بأنه عزم على أن يصرف حاجّ العرب إليه ويتركوا مكة، وما قال في هدم الكعبة شيئا، غضب رجل من النّسأة، أحد بني فقيم بن عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر، فجاء إلى الكنيسة المذكورة فقعد فيها.

قال ابن هشام: يعني أحدث فيها. ثم خرج الكنانيّ فلحق بأرضه، فبلغ أبرهة ذلك، فقال: من صنع هذا؟ فقيل له: صنعه رجل من أهل هذا البيت الذي تحج إليه العرب بمكة، لما بلغه قولك: أصرف إليها حج العرب، غضب فجاء فأحدث فيها، أي أنها ليست لذلك بأهل. فغضب أبرهة، وحلف ليسيرن إلى البيت فيهدمه. ثم أمر الحبشة فتهيأت وتجهزت، ثم سار و خرج بالفيل معه، وسمعت بذلك العرب، فأعظموه، ودعوا به، ورأوا أن جهاده حق عليهم، حين سمعوا أنه يريد هدم الكعبة بيت الله الحرام، فخرج إليه رجل من أشراف اليمن و ملوكهم يقال له ذو نفر، فدعا قومه ومن أجابه من سائر العرب إلى حرب أبرهة وجهاده عن بيت الله، وما يريد من هدمه وإخرابه، فأجابه من أجابه إلى ذلك.

ثم عرض له فقاتله، فهزم ذو نفر فأتى به أسيرا.

فلم أراد أبرهة قتله قال ذو نفر: لا تقتلني، فإنه عسى أن يكون بقائي معك خيرا لك من قتلي، فتركه من القتل، وحبسه عنده في وثاق، وكان أبرهة رجلا حليما ورعا ذا دين في النصرانية. ومضى أبرهة على وجهه ذلك يريد ما خرج إليه، حتى إذا كان بأرض خثعم، خرج له نفيل بن حبيب الخثعمي، من أكمل بني ربيعة بن عفرس في قبيلتي خثعم شهران و ناهس، وهما ابنا عفرس بن خلف بن أقبل، وهو خثعم، ومن تابعه من قبائل

العرب، فقاتلهم، فهزمهم أبرهة، وأخذ له نفيل أسير فأتى به، فلما همّ بقتله قال له نفيل:

لا تقتلني، فإني دليلك بأرض العرب، وهاتان يدان لك على قبيلتي خثعم شهران وناهس بالسمع و الطاعة. فخلّى سبيله، فخرج به معه يدلّه، حتى إذا مرّ بالطائف خرج إليه مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عرف بن ثقيف في رجال ثقيف، فقالوا: أيه الملك، إنما نحن عبيدك، سامعون لك، مطيعون، وليس لك عندنا خلاف، وليس بيتنا هذ بالبيت الذي تريد، يعنون اللاّت والعزّى، إنما تريد البيت الذي بمكة، ونحن نبعث معك من يدلك عليه فتجاوز عنهم.

فبعثو معه أبا رغال يدلّه على الطريق إلى مكة، وفي ثقيف يقول ضرار بن الخطاب الفهري لم فعلت هذا:

وقرب ثقيف إلى لاتها بمنقلب الخائب الخاسر

فخرج أبرهة ومعه أبو رغال حتى أنزله بالمغمّس، فلما أنزله به مات أبو رغال، فرجمت قبره العرب، فهو قبره الذي يرجم بالمغمّس، وهو الذي قال فيه جرير بن الخطفاء:

إذا مات الفرزدق فارجموه كما ترمون قبر أبي رغال

فلما نزل أبرهة بالمغمّس، بعث رجلا من الحبشة يقال له الأسود بن مقصود على خيل له حتى انتهى إلى مكة، فساق إليه أموال أهل تهامة من قريش وغيرهم، وأصاب فيها مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم، وهو يومئذ كبير قريش وسيدها. فهمت قريش وكنانة و خزاعة وهذيل ومن كان في الحرم بقتاله، ثم عرفوا أنه لا طاقة لهم به، فتركوا ذلك.

وبعث أبرهة حناطة الحميري إلى مكة، وقال: اسأل عن سيد هذا البلد وشريفهم، ثم قل له: إن الملك يقول لكم: إني لم آت لحربكم إنما جئت لهدم هذا البيت، فإن لم تعرضوا إلى الحرب والقتال فلا حاجة لي بدمائكم، فإن هو لم يرد حربي فائتني به. فلما دخل حناطة مكة سأل عن سيد قريش وشريفها، فقيل له: عبد المطلب بن هاشم، فجاءه، فقال له ما أمره به أبرهة. فقال عبد المطلب: والله ما نريد حربه، وما لنا بذلك من طاقة، هذا بيت الله الحرام وبيت خليله إبراهيم عليه السلام، فإن يمنعه فهو بيته و حرمه، وإن يخلّ بينه وبينه فو الله ما عندنا دفع عنه. فقال حناطة: فانطلق معي إليه، فإنه أمرني أن آتيه بك.

فانطلق معه عبد المطلب ومعه بعض بنيه حتى أتى العسكر، فسأل عن ذي نفر وكان له صديقا، حتى دخل عليه وهو في مجلسه، فقال: يا ذا نفر، هل عندك غنى فيما نزل بنا؟ فقال له ذو نفر: وما غنى عند رجل أسير بين يدي ملك ينتظر أن يقتله بكرة وعشية؟ ما

عندي غنى في شيء مما نزل بك إلا أنيسا سائس الفيل، و كان صديقا له، فأرسل إليه، فأوصيه بك، وأعظم عليه حقك، وأسأله أن يستأذن لك على الملك أن يكلمك فيما بدا لك، ويشفع عنده بخير إن قدر على ذلك.

فقال: حسبي. فبعث ذو نفر إلى أنيس، فقال له: إن عبد المطلب سيد قريش، وصاحب عير مكة، و عينها، وعظيمها، يطعم الناس بالسهل والجبل، والوحوش في رءوس الجبال، وقد أصاب له الملك مائتي بعير، فاستأذن له عليه، وانفعه عنده بما استطعت. قال: افعل. فلم كلّم أنيس أبرهة، قال له: أيها الملك، سيد قريش ببابك يستأذن عليك، وهو صاحب مكة و عيرها، وهو يطعم الناس في السهل والجبل، والوحوش في رءوس الجبال، فأذن له عليك يكلمك في حاجته. قال: فأذن له أبرهة.

وكان عبد المطلب أوسم الناس وأعظمهم وأجملهم، فلما رآه أبرهة أجلّه وأكرمه عن أن يجلس تحته، وكره أن تراه الحبشة أن يجلسه معه على سرير ملكه، فنزل أبرهة عن سريره فجلس على بساطه، وأجلسه معه عليه إلى جنبه.

ثم قال لترجمانه: قل له: ما حاجتك؟ قال له لترجمان: يقول لك الملك: ما حاجتك؟ قال: حاجتي أن يرد عليّ الملك مائتي بعير أصابها لي. فلما قال ذلك قال أبرهة لترجمانه: قل له: كنت أعجبتني حين رأيتك، ثم قد زهدت فيك حين كلّمتني. أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك، وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك وقد جئت لهدمه لا تكلمني فيه؟ فقال عبد المطلب: إن هذه الإبل لي وأنا ربها، وإن للبيت ربا سيمنعه. قال: ما كان ليمنع مني. قال: أنت وذاك. قال ابن إسحاق: وقد كان ذهب مع عبد المطلب إلى أبرهة حين بعث إليه حناطة الحميري يعمر بن نعامة بن عدي بن الديل بن بكر بن عبد مناف بن كنانة وهو سيد بني بكر، وخويلد بن وائلة الهذلي وهو يومئذ سيد بني هذيل، فعرضو على أبرهة ثلث أموال تهامة على أن يرجع عنهم ولا يهدم البيت، فأبى عليهم، فلم انصرفوا عنه انصرف عبد المطلب إلى مكة، فأخبرهم الخبر، وأمرهم بالخروج من مكة و التحرّز في شعب الجبال، تخوّفا عليهم من مضرّة الجيش. ثم قام عبد المطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة، وقام نفر معه من قريش يدعون إليه ويستنصرون على أبرهة و جنوده. فقال عبد المطلب وهو آخذ بحلقة باب الكعبة:

يا رب إن المرء يم‍ نع رحله فامنع رحالك

وانصر على آل الصّلي‍ ب وعابديه اليوم آلك

لا يغلبن صليبهم ومحالهم أبدا محالك

إن كنت تاركهم وقب‍ لتنا فأمر ما بدا لك

فلئن فعلت فإنه أمر يتم به فعالك

ثم قال عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن عبد الدار:

لا هم أخذ الأسود بن مقصود الأخذ الهجمة فيها لتقليد

بين حرّا وثبير والبيد يحبسها وهي أولات التطريد

فضمّها إلى جماجم سود أحقره يا رب وأنت محمود

ثم أرسل عبد المطلب حلقة الباب، وانطلق هو ومن معه من قريش إلى شعب الجبال ليتحرّزوا فيها، ينظرون ما أبرهة فاعل بمكة إذا دخلها. فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة، وهيأ فيله وحبا جيشه، وكان اسم الفيل محمودا، وأبرهة مجمع يهدم الكعبة ثم الانصراف إلى اليمن. فلما وجّهوا الفيل إلى مكة أقبل نفيل بن حبيب الخثعمي حتى قام إلى جنب الفيل، ثم أخذ بأذنه فقال: ابرك محمودا، وارجع راشدا من حيث جئت، فإنك في بلد الله الحرام. ثم أرسل أذنه فبرك الفيل، وخرج نفيل يشتد حتى أصعد في الجبل. و ضربوا الفيل ليقوم فأبى، فضربوه في رأسه بالطبرزين فأبى، فأدخلوه محاجن لهم لي مراقة فنزعوه بها ليقوم فأبى، فوجموه راجعا إلى اليمن فقام يهرول، ووجّهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك، ووجّهوه إلى الشرق ففعل مثل ذلك، ووجّهوه إلى مكة فبرك، فأرسل الله عليهم طيرا من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان مع كل طير منها ثلاثة أحجار يحملها: حجر في منقاره، وحجران برجليه، أمثال الحمص والعدس، ولا يصيب منهم أحد إلا هلك، وليس كلهم أصابتهم، فخرجوا هاربين يبتدرون الطريق إلى اليمن، فقال نفيل أيضا حين رأى ما أنزل الله بهم من نقمة شعرا:

أين المفرّ والإله الطالب والأشرم المغلوب ليس الغالب

وقال أيضا حين ولّوا:

أل حيّيت عنا يا ردينا نعمناكم مع الأصباح عينا

ردينة لو رأيت ولن تريه لدى جنب المحصّب ما رأين

إذا لعذرتنا وحمدت أمري ولن تأسى على ما فات بينا

حمدت الله إذ عاينت طيرا وخفت حجارة تلقى علين

وكل القوم يسأل عن نفيل كأن عليّ للحبشان دينا

فقال عبد المطلب:

قلت و الأشرم تردي خيله إن ذا الأشرم غربا بالحرم

كاده يتبع فيمن جنّدت حمير والحي من آل قدم

فانثنى عنه وفي أوداجه جارح أمسك فيه بالكظم

نحن أهل الله في بلدته لم يزل ذاك على عهد أبرم

نعبد الله وفينا شيمة صلة القربى وأبناء الذّمم

إن للبيت لربا مانعا من يرده بإثام يظطلم

وقال أيضا:

وكنت إذا أتى باغ نسلم ونرجو أن يكون لنا كذلك

فولّوا لم ينالوا غير خزي وكان الحين مهلكهم هنالك

ولم أسمع بأرجس من رجال أرادوا بانتهاكهم حرامك

يريد: أرادوا العزّ، فلما لم يبرز حذف لدلالة المعنى عليه. وقد روينا بانتهاكم حرامك، فخرجوا يتساقطون بكل طريق، ويهلكون على كل منهل، وأصيب أبرهة في جسده، و خرجوا به يسقط أنملة أنملة، كلما سقطت أنملة منه تبعتها مدة تمث قيح ودم، حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر، فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه فيما يزعمون.

قال ابن إسحاق: حدثني يعقوب بن عيينة أنه حدث أن أول ما رأيت الحصبة والجدري بأرض العرب ذلك العام، وأنه أول أول ما رئي به مرائر شجر الحرمل والحنظل والعشر ذلك العام.

قال أبو الوليد فيما حدّث: إنه أول ما كانت بمكة حمام اليمام حمام مكة الحرمية ذلك الزمان، و قال: إنها من نسل الطير التي رمت أصحاب الفيل حين خرجت من بحر جدة.

ولم ردّ الله الحبشة عن مكة وأصابهم ما أصابهم من النعمة، عظّمت العرب قريشا و قالوا: أهل الله قاتل عنهم وكفاهم مئونة عدوّهم؟ وجعلوا في ذلك يقولون الأشعار و يذكرون فيها ما جرى.

فمن ذلك ما قال عبد الله بن الزبعرى بن عديّ بن قيس بن عديّ بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي:

يتكلمو عن بطن مكة أنها كانت قديما لا يرام حريمها

لم يخلق الشّعري ليالي حرّمت إذ لا عزيز من الأنام يرومه

سائل أمير الجيش عنها ما رأى ولسوف ينبئ الجاهلين عليمه

ستون ألفا لم يؤبوا أرضهم بل لم يعش بعد الإياب سقيمها

كانت بها عاد وجرهم قبلهم والله من فوق العباد يقيمها

وقال صفيّ بن خيثم بن وائل، ثم الخطميّ بن زيد بن قيس بن عامر بن مرة بن مالك بن الأوس الأنصاري:

ومن صنعه يوم فيل الحبوش إذا كلما بعثوه رزم

محاجنهم تحت أقرابه وقد شرموا أنفه فانخرم

وقد جعلوا سوطهم معولا إذا يمموه قفاه كلم

فولّى وأدبر درّاجه وقد باء بالظلم من كان ثم

فأرسل من فوقهم حاصبا يلفّهم مثل لفّ القزم

تخرّ على الصبر أجسادهم فقد ثأجوا كثواج الغنم

وقال أيضا:

فقومو فصلّوا ربكم فتمسّحوا بأركان هذا البيت بين الأخاشب

فعندكم منه بلاء ومصدق غداة أبي يكسوم هادي الكتائب

كتيبته بالسهل تمشي ورحله على العادقات في رءوس المناقب

فلما أتاكم نصر ذي العرش ردّهم جنود مليك بين ساق وصاحب

فولّوا سراعا هاربين ولم يئوب إلى أهله بالحبش غير عصائب

وقال طالب بن أبي طالب بن عبد المطلب:

لم تعلموا ما كان في حرب داحس وجيش أبي يكسوم إذ ملئوا الشّعبا

فلو لا دفاع الله لا شيء غيره لأصبحتم لا يمنعون لكم سرب

وقال أمية بن الصلت بن ربيعة: كذا قال ابن هشام.

وقال ابن إسحاق، وأبو الوليد: قال أبو الصلت بن ربيعة الثقفي، وهو جاهلي بذكر الحنيفية، وساق الشعر من حديث ابن هشام:

إن آيات ربنا باقيات ما يماري فيهن إلا الكفور

يخلق الليل والنهار فكلّ مستنير حسابه مقدور

ثم يجلو بها وربّ رحيم بمهاة شعاعها منشور

حبس الفيل بالمغمّس حتى ظلّ يحبو كأنه معقور

لازما خلفة الحران كما قطّر من رأس كوكب محدور

حوله من ملوك كندة أبطأ ل ملاويث في الحروب صقور

خلّفوه ثم ابدعرّوا جميعا كلهم عظم ساقه مكسور

كل دين يوم القيامة عند الله إلا دين الحنيفة بور

وقال المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، وهو من حديث أبي الوليد، وابن إسحاق رحمهما الله تعالى:

أنت حبست الفيل بالمغمّس حبسته كأنه مكردس

مذ ما هم همّ بشرّ مجلس بمجلس تزهق فيه الأنفس

وقت بباب ربنا لم يدنس يا واهب الحيّ الجميع الأخمس

وما لهم من طارف ومنفس وجاره مثل الجواري الكنّس

أنت لنا في كل أمر مضرّس ونفثات أخذت بالأنفس

وقال الفرزدق، واسمه همام بن غالب أحد بني مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك، ويذكر الحجاج والفيل:

فلما طغى الحجاج حين طغى به غنا قال إني مرتق في السلالم

فكان كما قال ابن نوح سأرتقي إلى جبل من خشية الماء عاصم

رمى الله في جثمانه مثل ما رمى عن القبلة البيضاء ذات المحارم

جنودا لسوق الفيل حتى أعادهم هباء وكانوا مطرخمي الطراخم

نصرت كنصر البيت إذ ساق فيله إليه عظيم المشركين الأعاجم

وقال عبد الله بن قيس الرّقيات أحد بني عامر بن لؤي بن غالب يذكر أبرهة الأشرم و فيله:

كاد الأشرم الذي جاء بالفي‍ ل فولّى وجيشه مهزوم

واستهلت عليهم الطير بالجن‍ دل حتى كأنه مرجوم

ذلك من يعزو من الناس يرجع وهو فلّ من الجيوش رميم


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!